مشكلات تدريس علم النحو 5

مشكلات تدريس علم النحو
(المدرس)
5

عدم مزج اللفحات العلمية بالنفحات الأسلوبية
فلا غنى بوصف ماهية المركبات النحوية (تكونها)، عن ذوق كيفيتها (سر تكونها)؛ فلولا الكيفية لم تكن الماهية، غير أن تعود المركبات مفسدة أي مفسدة، ولا منجى منه إلا أن يوطن المدرس نفسه على البهجة بها وكأن لم يسمعها من قبل.
ولا بأس على المدرس بأن يستولي على مقالات المعانيين فيضمنها دروس علم النحو -فهي بضاعته ترتد إليه- مثلما فعل السامرائي في معاني النحو؛ فلا يخفى أنه ذهب يجمع مقالاتهم حتى اكتفى، ثم عاد ينزلها على مسائل علم النحو بترتيب الألفية، وكأنه يقول لمدرسها: هيا بما تهيأ؛ لا عذر لك!

إهمال الاستطراد إلى أمثلة الوقت المشهورة
وفيها من الصواب ما ينبغي الثناء عليه والتمسك به، ومن الخطأ ما ينبغي النعي عليه والتخلص منه، ومن كل ينبغي للمدرس أن يستفيد، فيستعين باستعمال الصواب على استبعاد الخطأ.
من ذلك مثلا أسماء المواد الفضائية المتلفزة التي تستولي على أسماع الناس وأبصارهم؛ فلا ريب في أثر استبشاع صرف “جواهر” صيغة منتهى الجموع الممنوعة من الصرف أصلا في “جواهر خالدة”ØŒ شعار بعض الفضائيات، ولاسيما إذا وجد شعارا آخر صائبا مثل “فواصل فكاهية”ØŒ تمتنع فيه من الصرف كلمة “فواصل” شبيهة “جواهر”!

إهمال التدريب والاختبار المناسبين
ولاسيما إذا بنى المدرس تدريسه على أن يترك للطلاب بعض دروس المقرر ويختبرهم في بعضها بعد أن يدرس هو بعضها، وهذا أنضج ما يمكن أن يكون من مناهج التدريس؛ فإن المدرس يقدم علمه وخبرته بتدريس بعض الدروس، ويحمل الطلاب على البحث والاجتهاد بتكليفهم تدريس بعض الدروس أمامه، ويفجر طاقاتهم الإبداعية باختبارهم في دروس أخرى على وفق ما درس ودرسوا. فإذا لم يقدر على هذا الأسلوب المتنوع المتكامل المتعالي لم يعذر بعدم تكليف الطلاب أن يجهزوا ما درس وكأنهم سيدرسونه من خلال أمثلة أخرى خارجة من تحصيلهم وتفكيرهم، ولا بعدم اختبارهم في ذلك.

إهمال التعليق على نتائج التدريب والاختبار
وهل أخلب أو ألطف أو أنفع من أن يجلس المدرس لطلابه يقرأ أو يسمع أمثلتهم التي مثلوا بها الأفكار النحوية، فيعلق على أصواتها وصيغها ومعانيها ومركباتها وأفكارها، ويميز لهم صوابها من خطئها، ويفسر دواعيها الكامنة في نفوسهم، ويمكن منها أصولهم الثقافية، حتى يستفيم تفكيرهم وتعبيرهم، وتستقر ثقتهم، ويستمر اجتهادهم!

Related posts

Leave a Comment